ونسيت اننى امراة

تحدث هذه القصة عن معاناة فتاة في طفولتهاوالتي ترغب في كتابة معاناتها كونها فتاة تدخل وتكتب اقرؤها
في طفولتي ....
نسيت ان احمل دميتي .. نسيت ان العب ..
نسيت ان اصرخ .. ان اجري كبقيه الاطفال ..
كم من المرات .. التي كنت اعود من المدرسه .. ارى العديد من زميلاتي بلعبون لبعض الوقت .. قبل العوده الي المنزل .
اما انا فكنت .. اخشى ان اتأخر ولو لدقائق ..
كنت عندمااعود انظر الي تلك الساعة المعقله على الحائط وابتسم مع نفسي باني لم اتخطى الوقت المحدد ,,,
لم اكن افكر بشي ..
لم اكن اطالب باي شي .
رغم ذلك
ابي وامي ومدرساتي والجميع . غير مسرورين مني ..
درجاتي النهايئه تقر بذكائي .. ولا انتظر مديح اي شخص ..
انتهت الدراسه .. وسنين المدرسه وانتهت معاها الطفوله التي لم اعيشها

الجامعه
كنت ارى بان نصف الموجودين لا يدرسون بل يعبثون ..
كنت غير متاكده هل انا بالفعل في الجامعه ام انني في احدى ادوار الازياء
فتيات اخظئن الطريق .. فدخلوا الجامعه لمجرد انه مكان يجتمع فيه جميع اصناف الرجال
رجال . شككت في لحظات بانهم رجال .. ام انهن فتيات ( مسترجلات )

ولا اقر بذلك بان الجميع بهذ الصوره بالعكس .. فهناك العديد والعديد من الاشخاص الجيدين . ولكني اكتب مالفت نظري ..
انتهت الجامعه .. ولم اتعرف فيها حتى على اسماء من حولي ..

لم تواجهني صعوبات في ايجاد العمل ....
وبواسطه جهودي .. ترقيت .. تميزت .. الكل يعتمد على
تمر السنين وانا لا ادري .. لم افكر في يوم ما كم عمري ..
فجاءه .. يشد اذني حديث هامس .. بين زميلتان لي في القسم
لاول مره اشعر بان عيناي تدوران دون ان تنظر في مكان محدد
فهمت من الحديث الذي دار . قصص حب .. ملابس .. ازياء .. تسوق .. رجال . مكياج ..
كــــــــــــــلام نساء . قلت في نفسي هذا الشي .
وعدت لكومه الاوراق المكومه امامي .. وغطست في بحر الارقام الجداول والاحصائيات ؟؟
فجاءه .. صرخت دون وعي مني ..
اوووووووووووووووووووووف
( مللت .. مللت )
التفوا اليا الزملاء من حولي .. وقال لي احدهم .. يجب ان تأخذي اجازة . فنحن منذ عرفانكم لم تتغيبي يوما واحد..
اقتربت مني احداهن وقالت لي برفق .. مابك انها اول مره اسمعك تقولين فيها بانك مللت ؟؟
نظرت الي من حولي .. وكاني لاول مره اراهم ..
خلعت النظارة الطبيه التي تلازمني منذ ايام المدرسه . ولكن هذه المره لارى
جيدا ماحولي ؟؟ وكأن النظارة هي السبب في حجب الواقع عني ..
عاد الكل الي عمله ... وانا اراقب الجميع .. هولاء يضحكون ومبسوطين ..
ابتسمت بدون وعي مني . وقلت اكيد اصحاب منذ زمن .. لابيدوا ان بينهم كلفه
نظرت الي زميلتي التي امامي .. فجاءه توقفت عن العمل .. وفتحت الحقيبه التي معاها .. وكانها تذكرت امرا مهم ..
ياإلهي .. مراه صغيرة وقلم روج فاتح اللون .. وبحركات خفيفه اعاده تنظيم
شكلها .. ابتسمت لي باحراج حينما شاهدتني اراقبها .. ومدت لي المراه
والقلم الروج وقالت تفضلي ..
احسست باحراج اشد .. وقلت لها لا شكرا
ودارت بي الافكار .
عدت الي المنزل .. دخلت الي غرفتي ..
ارتميت على السرير .. ااااااخ .. لاول مره احس بهذا التعب ..
في اليوم الثاني لم اذهب الي العمل اغقلت موبايلي .
استقيظت في موعدي المحدد .. ولكني لم انهض من السرير ..
تعجبت امي مني .. وسالتني لما لم اذهب الي العمل .. قلت لها بكل برود لا اشعر بالرغبه في عمل اي شي . .
اجابتني بسذاجه . بانهم سيقومون بالخصم من راتبي .. وخرجت دون ان تفكر
باني تسالني عن الاسباب ,, دون ان تحاول ان تتفهم مشاعري هل مااقوله صدق
ام كذب ..
احستت باحباط شديد ..
خرجت دون ان اقول لاحد الي اين ساذهب .. جلست علىاحدى المقاهي الهادئة
المطله على البحر .. صوت البحر يشعرني باالرهبه والارتياح في نفس الوقت ..

لاول مرة في حياتي بدات اتامل من حولي ..
فتيات..يضحكن .. شلات .. هناك على الطاوله التي بجانبها ..
رجل يقرا في جريدته .. وامامه على مايبدو زوجته ..
وهذان يبدوان عاشقان للملا. نظرات الهيام والحب تشع من اعينهما ...
بدات اتأمل الاطفال .. تذكرت طفولتي ؟؟
تذكرت باني كبرت قبل الاوان ....
بعد ان اشرفت الشمس على المغيب عدت للمنزل ..
وقت امام المراه .. انظر الي نفسي ..
تذكرت باني فتاه.. واشارف على الثلاثين .. اربع سنوات فقط ستمر كلمح البصر
تأملت ملامحي .. حاجبان غير منظمان .. عيناي بلون العسل ناعستان بسبب
الارهاق والتعب وضعف النظر .. انف جميل .. فم بلون الورد.. بدون ان تختلط
به اي مساحيق ..
فتحت شعري المعقود .. انساب كشلال على ظهري ..
تعجبت وانا اتامل صورتي .. يالله انا جميله .. تاملت جسمي النحيل .. وبالذات في تلك الملابس الفضفاضه .. التي البسها دائما ..
تذكرت ملامح العشاق الذين رايتهم .. وكنت اراهم دائما ولكن لم افكر .. لماذا اليوم ماذا دهاني ؟؟؟؟
وقلت في نفسي .. ايعقل ان اعيش كآله .. ؟؟؟؟
وبدات افكر . لماذا اعيش بهذه الصورة .. لماذا .. اكبت نفسي .. لما اقوقع انوثتي ..
حياتي تسير بنمط ممل ..
لماذا .. كنت اعرف السبب ولكني تجاهلت السبب لاعوام ..

مازلت اتذكر ذلك اليوم .. الذي تلقيت فيه ( علقه ) من سي السيد بابا ..
بدون ان اعرف السبب ولكن على مابدوا باني كسرت كأس او صحن .. لا اتذكر .
فلقد انساني ذالك الضرب المبرح نصف ذكرياتي ..
دخلت الي غرفتي وانا ابكي و اتالم واجهل مافعلت ..
سمعت ابي يصيح ويضرخ .. على امي ويقول لها .. بانها وعدته بالابن .. بالولد
واسمع امي تحدثه بكل خوف بان هذا امر الله ..
وحديث طويل لا اود ان اذكره ..
ولكني علمت بعدها بان ابي تزوج امي .. بعد ان تزوج مرتان كان ناتج ذلك 8 بنات ..
وانا رقم 9..
لم احاول ان اتعرف على اخواتي الباقيات ..
لان ابي تركنا بعد وقت قصير من ماساتي تلك ..
لقد جعلني اكره الفتيات وكرهت نفسي .. علمت لماذا دفنت نفسي ..
لم اشكو الي احد ولم احاول ان اتذمر لم اطالب لم احتج ... كنت مسالمه حتى يشعرون باني اخف حمل لهم في هذه الحياه ..
لم تبكي امي قط في يوم ما بسببي او حتى لاجلي .
هززت راسي بقوه وكاني اريد ان اطرد هذا الماضي وهذ الفكره التي حسبت باني قد نسيتها ..
بكيت لاول مره .. وسمعت نحيب بكائي ..
تحستت دموعي الساخنة التي تسير على خدي ..
ولكني قررت . . ان انسى كل ذلك واعيش حياتي واكملها كما بدائتها ..
استسلمت .. لامري .. لاني لم اعرف الاحتجاج او المقاومه ابدا ..
قررت الاستسلام .. والرضى بما كتب الله .